يُشار غالبًا إلى الكولاجين، وهو البروتين الأكثر وفرة في أجسامنا، بأنه نافورة الشباب، خاصة في مجال العناية بالبشرة وصحة المفاصل. ولكن مع زيادة المكملات الغذائية ومنتجات التجميل، يسهل الضياع في الضجة الإعلامية. دعونا نفرق بين الحقيقة والخيال، ونستكشف أنواع الكولاجين المختلفة، ونفهم فوائد كل نوع.
الحقيقة حول الكولاجين: ماذا يقول العلم؟
تُبرز الصورة التي قدمتها، والتي تعرض "النتائج" من "دراسات بشرية" على مكملات الكولاجين، العديد من النتائج الرئيسية:
-
تحسين ترطيب البشرة ومرونتها: تشير الدراسات إلى أن مكملات الكولاجين يمكن أن تؤدي بالفعل إلى "تحسن كبير في ترطيب البشرة وكثافة الأدمة" و"مرونة مبكرة لدى النساء المسنات". يتوافق هذا مع دور الكولاجين في الحفاظ على بنية البشرة ورطوبتها.
-
تقليل التجاعيد والخشونة: تشير النتائج إلى "انخفاض في تجاعيد البشرة وخشونتها مع زيادة محتوى ببتيدات الكولاجين". ويرجع ذلك على الأرجح إلى تحسين ترطيب البشرة وتحسين البنية الجلدية.
-
شبكة الكولاجين في الأدمة: هناك دليل على "انخفاض كبير في تفتت شبكة الكولاجين في الأدمة"، مما يعني أن ألياف الكولاجين في الجلد تصبح أكثر تنظيماً وأقل تكسراً. هذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة الجلد.
-
فوائد ما بعد الجراحة: يشير ذكر "تحسن مرونة الجلد لدى المشاركين الذين خضعوا لعمليات جراحية تجميلية" إلى فوائد محتملة للشفاء وجودة الجلد في سياقات محددة.
ترتبط هذه النتائج بشكل أساسي بـ الكولاجين المُحلل أو ببتيدات الكولاجين، وهي أشكال مُحللة من الكولاجين يسهل على الجسم امتصاصها.
الخرافة: "الكولاجين لا يُمتص"
يتطرق سؤال المستخدم في الصورة، "لماذا يقولون في الغالب أنه لا يُمتص وأنه مجرد عمل تجاري؟"، إلى فكرة خاطئة شائعة. في حين أنه صحيح أن جزيئات الكولاجين الكاملة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن امتصاصها مباشرة في مجرى الدم، إلا أن مكملات الكولاجين الحديثة تستخدم عادةً الكولاجين المُحلل أو ببتيدات الكولاجين.
عندما يتم تحليل الكولاجين، يتم تقسيمه إلى سلاسل أصغر من الأحماض الأمينية. يمكن امتصاص هذه الببتيدات في الجهاز الهضمي. بمجرد امتصاصها، تنتقل عبر مجرى الدم إلى أنسجة مختلفة، بما في ذلك الجلد والمفاصل والعظام. هنا، تعمل ككتل بناء، مما يحفز الجسم على إنتاج الكولاجين الخاص به والبروتينات الحيوية الأخرى مثل الإيلاستين وحمض الهيالورونيك. لذلك، بينما لا تتناول وتُمتص ألياف الكولاجين السليمة مباشرة، فإنك تزود جسمك بالمركبات والإشارات اللازمة لتعزيز تخليق الكولاجين الخاص به.
كم عدد أنواع الكولاجين التي لدينا؟
هناك ما لا يقل عن 28 نوعًا مختلفًا من الكولاجين تم التعرف عليها في جسم الإنسان، ولكل منها بنية ووظيفة فريدة. ومع ذلك، فإن بعض الأنواع أكثر شيوعًا وأهمية لفهمها في سياق المكملات الغذائية والصحة:
-
النوع الأول: هذا هو النوع الأكثر وفرة، حيث يشكل حوالي 90٪ من كولاجين الجسم. يوجد في الجلد والعظام والأوتار والغضروف الليفي والأنسجة الضامة والأسنان. يوفر قوة الشد والمرونة.
-
النوع الثاني: يوجد بشكل أساسي في الغضروف المرن، الذي يخفف المفاصل. هذا النوع ضروري لصحة المفاصل ومرونتها.
-
النوع الثالث: غالبًا ما يوجد جنبًا إلى جنب مع النوع الأول، خاصة في الجلد والعضلات والأوعية الدموية. يوفر بنية للأعضاء المجوفة وهو مهم لمرونة الجلد وشفاء الجروح.
-
النوع الرابع: يشكل الصفيحة القاعدية، وهي طبقة رقيقة تحيط بالخلايا وهي ضرورية للترشيح في الأعضاء مثل الكلى وفي الجلد.
-
النوع الخامس: موجود في الشعر، وسطح الخلايا، والمشيمة. يساعد في تنظيم تكوين ألياف الكولاجين من النوعين الأول والثالث.
-
النوع العاشر: يوجد في الغضروف المفصلي ويشترك في تكوين العظام والتماثل الغضروفي العظمي (عملية استبدال الغضروف بالعظم).
أي نوع جيد لأي غرض؟
عند اختيار مكمل الكولاجين، فإن فهم الأنواع الشائعة يمكن أن يساعدك على تحقيق أهداف صحية محددة:
-
للبشرة والشعر والأظافر (والعظام / الأوتار): ركز على المكملات الغنية بـ النوع الأول و النوع الثالث من الكولاجين. غالبًا ما يتم استخراج هذه الأنواع من الكولاجين البقري (الأبقار) أو البحري (الأسماك).
-
الكولاجين البقري: أساسًا النوع الأول والنوع الثالث. جيد لمرونة البشرة، وترطيبها، والشعر، والأظافر، والعظام، والعضلات.
-
الكولاجين البحري: أساسًا النوع الأول. يُعرف بتوفره البيولوجي العالي (الامتصاص) وغالبًا ما يُفضل لفوائده للبشرة.
-
إليك رسم توضيحي يُظهر المصادر الشائعة للكولاجين:
-
-
لصحة المفاصل ودعم الغضاريف: ابحث عن المكملات التي تحتوي على الكولاجين من النوع الثاني. عادةً ما يتم استخراج هذا النوع من عظمة الصدر للدجاج.
-
الكولاجين الدجاجي: أساسًا النوع الثاني. الأفضل لراحة المفاصل، وتقليل آلام المفاصل، ودعم الغضاريف.
-
-
مزيج "متعدد الكولاجين": تجمع العديد من المكملات بين عدة أنواع (I، II، III، V، X) من مصادر مختلفة لتوفير فوائد شاملة للبشرة والشعر والأظافر والمفاصل وصحة الأمعاء.
تجارة الكولاجين: هل هي مجرد دعاية؟
في حين أن هناك جانبًا "تجاريًا" واضحًا لسوق الكولاجين، إلا أن الأدلة العلمية، كما هو موضح في صورتك الأولية، تشير إلى أن هذه المكملات ليست مجرد منتجات وهمية. بالنسبة للعديد من الأفراد، خاصة مع تقدمنا في السن وانخفاض إنتاج الكولاجين الطبيعي، يمكن أن يوفر تناول مكملات الكولاجين المُحلل فوائد ملموسة. ومع ذلك، مثل جميع المكملات الغذائية، قد تختلف النتائج الفردية، ومن المهم اختيار منتجات عالية الجودة من علامات تجارية ذات سمعة طيبة.
في الختام، تُقدم مكملات الكولاجين، وخاصة الأشكال المُحللة، وسيلة واعدة لدعم صحة الجلد ووظيفة المفاصل والرفاهية العامة. من خلال فهم الأنواع المختلفة وأدوارها المحددة، يمكن للمستهلكين اتخاذ خيارات أكثر استنارة تتناسب مع احتياجاتهم الفردية.
```
