التستوستيرون في مرحلة التنشيف: الحفاظ على العضلات في حالة نقص السعرات الحرارية - Featured image for article about steroid education
٢ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ3 دقيقة

التستوستيرون في مرحلة التنشيف: الحفاظ على العضلات في حالة نقص السعرات الحرارية

FitKolik

FitKolik

نشر في ٢ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ

بالنسبة للرياضيين وهواة اللياقة البدنية، فإن "مرحلة التنشيف" - وهي فترة من تقييد السعرات الحرارية تهدف إلى تقليل الدهون في الجسم مع الحفاظ على كتلة العضلات - هي مسعى شائع ولكنه صعب. غالبًا ما يبدو التوازن الدقيق بين التخلص من الدهون والحفاظ على العضلات المكتسبة بشق الأنفس وكأنه المشي على حبل مشدود. تملي الحكمة التقليدية أن نقصًا كبيرًا في السعرات الحرارية، على الرغم من فعاليته في فقدان الدهون، يؤدي حتمًا إلى درجة معينة من هدم العضلات، والذي يتفاقم بسبب الانخفاض الطبيعي في مستويات هرمون التستوستيرون الداخلي. ومع ذلك، تسلط الأبحاث الحديثة الضوء على تدخل قوي يمكن أن يغير هذا النموذج بشكل أساسي: إعطاء هرمون التستوستيرون الخارجي.


استكشفت دراسة بارزة تأثير حقن هرمون التستوستيرون على تكوين الجسم خلال نقص حاد في السعرات الحرارية. تعرض المشاركون لنقص حاد في السعرات الحرارية بنسبة 55٪ على مدار 28 يومًا، وهي حالة مصممة لدفع الجسم إلى حالة كبيرة من استنفاد الطاقة. كان هذا النقص الشديد بمثابة خلفية لمجموعتين متميزتين: إحداهما تتلقى حقن التستوستيرون إينانثات (200 ملغ في الأسبوع)، والأخرى تتلقى دواءً وهميًا. كانت النتائج مذهلة بكل المقاييس.


عانت المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي، على الرغم من التزامها الدؤوب بتقييد السعرات الحرارية، من نتيجة يمكن التنبؤ بها: خسارة كيلوغرام واحد من العضلات إلى جانب 4 كيلوغرامات من الدهون. يوضح هذا الصعوبة الكامنة للرياضيين في الحفاظ على سلامة العضلات في ظل قيود شديدة على الطاقة، وهو إحباط شائع للعديد ممن يخضعون لعمليات تنشيف مكثفة قبل المنافسة أو تعديلات فئة الوزن.


في تناقض صارخ، لم تحافظ المجموعة التي تلقت حقن التستوستيرون على العضلات فحسب، بل اكتسبتها بشكل كبير. اكتسب هؤلاء الأفراد 4 كيلوغرامات مثيرة للإعجاب من كتلة العضلات الخالية من الدهون مع فقدان 5 كيلوغرامات من دهون الجسم في نفس الوقت. هذا الاكتشاف يغير قواعد اللعبة، مما يدل على أن هرمون التستوستيرون الخارجي لا يمكنه فقط منع التأثيرات الهدمية المرتبطة عادةً بالحمية الشديدة، بل يمكنه أيضًا تعزيز حالة ابتنائية قوية، مما يؤدي إلى تراكم العضلات حتى في بيئة منخفضة السعرات الحرارية بشدة.


الآثار المترتبة على الرياضيين عميقة. خلال فترات التدريب المكثف والحمية الغذائية القاسية، مثل التحضير قبل المنافسة أو فقدان الوزن السريع لفئات رياضية معينة، فإن الحفاظ على قوة العضلات وقدرتها أمر بالغ الأهمية. يمكن أن يؤدي الانخفاض الطبيعي في مستويات هرمون التستوستيرون في ظل هذه الظروف إلى تعريض الأداء والتعافي للخطر، مما يزيد من خطر الإصابة ويعيق ذروة الناتج الرياضي. تسلط الدراسة الضوء على أنه حتى جرعة متواضعة نسبيًا من هرمون التستوستيرون يمكن أن تحييد هذه التأثيرات الضارة، مما قد يوفر ميزة استراتيجية.


علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى زيادة في التعبير عن مستقبلات الأندروجين داخل مجموعة التستوستيرون، مما يشير إلى حساسية متزايدة للأندروجينات يمكن أن تساهم في الاستجابة الابتنائية المعززة. في حين أن الدراسة استخدمت جرعة 200 ملغ في الأسبوع، إلا أنها أقرت أيضًا بأن حتى الجرعات الفسيولوجية (حوالي 100 ملغ في الأسبوع) يمكن أن تكون فعالة في منع فقدان العضلات الذي يظهر عادة في حالات نقص السعرات الحرارية.


من الأهمية بمكان أن نفهم أنه في حين أن هذه النتائج مقنعة، فإن استخدام الهرمونات الخارجية في الرياضة يخضع لأنظمة مكافحة المنشطات الصارمة والاعتبارات الأخلاقية. الغرض من مناقشة هذه الأبحاث هو فهم الآليات الفسيولوجية المعمول بها والتدخلات الدوائية المحتملة الموجودة، بدلاً من تأييد استخدامها دون إشراف طبي مناسب والالتزام بقواعد الهيئة الحاكمة للرياضة.


في الختام، تقدم هذه الأبحاث توضيحًا قويًا للتأثير العميق لهرمون التستوستيرون على تكوين الجسم، لا سيما في السياق الصعب المتمثل في نقص حاد في السعرات الحرارية. بالنسبة للرياضيين، يمكن أن يؤدي فهم هذه الآليات إلى إثراء الاستراتيجيات الغذائية والتدريبية المستقبلية، ومما لا شك فيه أن المزيد من الأبحاث حول الطرق الآمنة والأخلاقية لتحسين التوازن الهرموني خلال مراحل التدريب المكثف ستستمر في التطور.