أكتوفيجين هو مستخلص مُصفّى عالي الجودة مُستخرج من دم العجل، تُنتجه شركة الأدوية السويسرية نيكوميد. وبينما تم استخدامه طبيًا لعقود، إلا أن تطبيقه كمحسّن للأداء جعله موضوع جدل كبير في عالم الرياضة. يُعرف أنه يُستخدم من قبل كبار الأطباء مثل الدكتور هانس-فيلهلم مولر-وولفارت، إلا أن الوضع القانوني لـأكتوفيجين وفعاليته لا يزالان مسألة معقدة.
ما هو أكتوفيجين؟
المادة الخام لأكتوفيجين هي دم العجل من حيوانات تقل أعمارها عن ثمانية أشهر. يخضع الدم لعملية دقيقة للغاية من الترشيح الفائق، مما يُزيل جميع البروتينات. المنتج النهائي ليس مركبًا واحدًا، بل هو "مزيج من الجزيئات" يحتوي على شظايا بروتين، ووسائط هرمونات ستيرويدية، وأحماض أمينية، وسكريات، وإلكتروليتات، ومركبات عضوية أخرى. يُعرف هذا المستخلص المُنقي عاليًا أيضًا باسم "هيمودياليزيت".
كيف يعمل: الأيض والأداء
آلية عمل أكتوفيجين الأساسية هي تعزيز عملية الأيض الخلوي والتنفس. بعبارة بسيطة، فهو يحسّن طريقة إنتاج الخلايا للطاقة. تساعد المادة على نقل الجلوكوز (وقود الجسم الرئيسي) إلى خلايا العضلات بشكل أسرع، وتساعد الميتوكوندريا (محطات توليد الطاقة في الخلية) على حرق هذا الجلوكوز بكفاءة أكبر. يؤدي هذا إلى زيادة شاملة في إنتاج الطاقة (أدينوسين ثلاثي الفوسفات أو ATP).
يُعتقد أن وجود مركبات مثل إنزيمات سوبرأوكسيد دسميوتاز والمغنيسيوم يساهم في هذه العملية. من خلال تحسين امتصاص الجلوكوز وامتصاص الأكسجين في الأنسجة، قد يُحسّن أكتوفيجين الأداء البدني، خاصة في الأنشطة التي تتطلب القدرة على التحمل واستخدام الطاقة بكفاءة.
الاستخدامات الطبية والإعطاء
وفقًا للشركة المصنعة، يُستخدم أكتوفيجين لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك:
- اضطرابات الدورة الدموية والتغذية
- زراعة الجلد
- الحروق وضعف التئام الجروح
كما تم بحثه لعلاج الاعتلال العصبي المحيطى في مرض السكري، وللسكتة الدماغية. وجدت الدراسات أنه قد يكون مفيدًا للأنسجة التي تعاني من نقص الأكسجة، وهي حالة لا يصل فيها ما يكفي من الأكسجين إلى الأنسجة.
يمكن إعطاء أكتوفيجين من خلال طرق مختلفة:
- التسريب الوريدي: بالنسبة للجرعات من 10 إلى 50 مل، يجب أن تكون سرعة التسريب حوالي 2 مل في الدقيقة.
- الحقن العضلي: يجب حقن جرعة لا تزيد عن 5 مل ببطء، لأن المحلول مُفرط التوتر.
- شكل أقراص: الاستخدام المُوصى به غالبًا هو قرصان ثلاث مرات في اليوم (1200 ملغ/يوم) لمدة علاج إجمالية ستة أشهر.
تشير التجارب قبل السريرية إلى أن أكتوفيجين ليس سامًا، حتى بجرعات أكبر بـ 30-40 مرة من الكمية المُوصى بها، ولم تكن هناك حالات مُبلغ عنها عن جرعة زائدة. الآثار الجانبية نادرة، ولكنها قد تشمل ردود فعل تحسسية مثل الحمى، والشرى، واحمرار مفاجئ، وفي حالات نادرة جدًا، أعراض الصدمة.
جدل المنشطات
كان استخدام أكتوفيجين في الرياضات الاحترافية مثيرًا للجدل للغاية. على الرغم من استخدامه من قبل عدد من الرياضيين البارزين، بمن فيهم أوسين بولت، ومايكل جوردان، وكريستيانو رونالدو، وفولوديمير كليتشكو، إلا أن وضعه في قوائم المواد المُحظورة ليس واضحًا.
بينما لا تُدرج وكالة مكافحة المنشطات العالمية (WADA) حاليًا أكتوفيجين كمادة مُحظورة، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) قد حظرت استخدامه سابقًا. يُبرز هذا التناقض الجدل المُستمر. علاوة على ذلك، فإن العديد من قواعد مكافحة المنشطات تحظر الحقن الوريدي لأي مادة في سياقات معينة، وهي طريقة شائعة لإعطاء أكتوفيجين.
يُفيد أن بعض الرياضيين استخدموا أكتوفيجين مع إريثروبويتين (EPO)، وهي مادة تزيد من عدد خلايا الدم الحمراء لتعزيز توصيل الأكسجين. يُعتقد أن أكتوفيجين، من خلال تحسين قدرة الخلية على استخدام هذا الأكسجين، يعمل بشكل تآزري مع EPO.